logo-mini

الانتخابات الأمريكية 2020 : سباق محموم نحو البيت الأبيض و مخاوف من اندلاع فوضى

Partager

الانتخابات الأمريكية 2020 : سباق محموم نحو البيت الأبيض و مخاوف من اندلاع فوضى

يترقب الأمريكيون و العالم بأسره ما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، التي تجرى غدا بين المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، و خصمه المرشح الديمقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن، هذا الأخير الذي يسعى إلى الفوز في هذا الاستحقاق الانتخابي الرئاسي و حرمان الرئيس ترامب من الظفر بولاية ثانية.

و يبدو أن السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض بين المرشحين دونالد ترامب و جو بايدن، بات سباقا محموما، إذ اشتدت المنافسة بين المرشحين و ازدادت التكهنات حول هذه الانتخابات الرئاسية، التي ينظر إليها بأنها الأهم في تاريخ الولايات المتحدة، كما أن لها تأثيرا لا يمكن إنكاره على العالم أجمع، كما تعد بالعديد من المفاجأة، قد يكون بعضها غير محمود العواقب.

و في هذا الشأن تحدثت تقارير إعلامية عن تزايد المخاوف من حدوت فوضى عارمة في الولايات المتحدة، في حال لم يتمكن بايدن من تحقيق فوز كبير على ترامب، و لجوء الأخير إلى الطعن بالنتائج و تهييج أنصاره، لاسيما في ظل رفض ترامب التعهد بتسليم السلطة سِلميًا، محذرا من تزوير محتمل في عملية التصويت بالبريد، فيما يرفض الجمهوريين فكرة امتناع ترامب عن التنحّي عن السلطة حال هزيمته. بينما أعلنت عدة جماعات ناشطة سياسيا اعتزامها الخروج في مظاهرات هذا الأسبوع إذا بدا أن الرئيس دونالد ترامب تدخل في العملية الانتخابية.

سباق محموم نحو البيت الأبيض

مع بدأ العد التنازلي للانتخابات اأمريكية التي تجرى يوم غد، لازالت المنافسة محتدمة بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب و الديمقراطي جو بايد، و ذلك في ظل إدلاء أكثر من 90 مليون ناخب أميركي بأصواتهم من أصل 230 مليون أمريكي يحق لهم التصويت، وفقا لإحصاء صدر عن مشروع الانتخابات الأميركية في جامعة فلوريدا، يوم السبت الماضي.

و حسب ما أوردته وكالة رويترز للأنباء، فإن المعدل الحالي يمهد الطريق نحو النسبة الأعلى للمشاركة بالاقتراع منذ أكثر من قرن، فيما تعتبر تقارير أن هذه الوتيرة التي حطمت الأرقام القياسية، و التي بلغت نحو 65 بالمائة من إجمالي الإقبال على التصويت في 2016، تعكس اهتماما شديدا بالتصويت الذي يتنافس فيه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، و منافسه الديمقراطي جو بايدن.

و على صعيد آخر حطمت الحملات الانتخابية أرقاما قياسية لجهة الإنفاق في 2020 إذ تم إنفاق 6.6 مليار دولار من قبل المرشحين للرئاسة، و هو ما يفوق بملياري دولار المبلغ الذي أُنفق خلال المنافسة بين ترامب و كلينتون قبل أربع سنوات، بحسب دراسة أجراها مركز « ريسبونسيف بوليتيكس ».

و إلى ذلك تظهر استطلاعات الرأي الوطنية أن ترامب لا يزال متأخرا عن بايدن، في ظل انتقادات بشأن تعامل إدارة ترامب مع جائحة فيروس كورونا المستجد، التي أودت بحياة نحو 229 ألف شخص في الولايات المتحدة.

و شهدت الانتخابات الأمريكية 2020، تصويت عدد كبير من الأمريكيين عن طريق البريد أو في مواقع الاقتراع الشخصية المبكرة، وسط مخاوف من التعرض لفيروس كورونا في أماكن الاقتراع المزدحمة يوم الانتخابات.

و من المتوقع أن لا تبدأ عملية فرز الأصوات إلا بعد إغلاق صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات، و التي يمكن أن تستغرق أياما، و حتى أسابيع.

و من جهته قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، في تصريحات صحفية، إنه « سيكون من الأفضل أن يعلن عن الفائز في الانتخابات في الثالث من نونبر بدل فرز الأصوات لأسبوعين ». و هو سيناريو بعيد الوقوع في ظل الحاجة إلى وقتٍ لفرز الأصوات البريدية في ظل تفشي فيروس كورونا.

و على الرغم من فرضية انتهاء فرز الأصوات في يوم الانتخابات، إلا أن الإعلان الرسمي قد يستغرق أكثر من شهر، لا سيما وأن نتيجة الانتخابات العامة ليست هي العامل الحاسم في تحديد الفائز، بل هي حصوله على 270 صوتا في المجمع الانتخابي، و الذي يضم بمجمله 538 عضوا.

و يذكر أن الديمقراطية الأميركية تنفذ عبر آلية فريدة على الصعيد الوطني و هي المجمع الانتخابي. و بدلا من التصويت مباشرة لمرشحهم المفضل، يصوت الأميركيون في الواقع لـ 538 ناخبا يقومون هم بانتخاب الرئيس. و من أجل الفوز في الانتخابات، يتعين على المرشح الحصول على الأغلبية المطلقة من أصوات الهيئة الناخبة، أي حصوله على 270 صوتا.

و في سياق متصل كان الرئيس الأمريكي رفض في وقت سابق التعهد بنقل سلمي للسلطة في حال هزيمته في انتخابات، مما أثار استنكارا كبيرا لدى المعسكر الديمقراطي وحتى بين صفوف أعضاء حزبه الجمهوري.

و اعتبرت تقارير إعلامية أن ترامب أعد ذريعته لرفض النتائج مسبقاً عندما قال، يوم الخميس 24 شتنبر الماضي: « الديمقراطيون يزوّرون انتخابات 2020″، و ذلك عقب عثوره على مجموعة من بطاقات الاقتراع التي تم إرسالها بالبريد و المخصصة له في مكتب انتخابي في بنسلفانيا.

و أشارت ذات المصادر إلى أنه لعلها المرة الأولى التي يسيطر فيها هاجس اندلاع الفوضى بسبب رفض الرئيس التعهد بتسليم السلطة، أو بسبب رغبته في البقاء بالبيت الأبيض لأطول فترة ممكنة.

مخاوف من اندلاع فوضى عارمة

و في هذا الصدد يخشى مراقبون من حدوث فوضى عارمة في الولايات المتحدة، في حال لم يتمكن المرشح الديمقراطي جو بايدن من تحقيق فوز كبير على دونالد ترامب، و لجوء الأخير إلى الطعن بالنتائج و تهييج أنصاره. و يخشى البعض أيضا في حال حصول معركة محتدمة و تأخر صدور النتائج، من خروج أنصار المرشحين إلى الشوارع للمطالبة بإلغاء فوز الخصم

و في مؤشر على التوتر السائد في كافة أنحاء الولايات المتحدة مع اقتراب موعد الانتخابات، تحصنت متاجر عدة في مدن أميركية مختلفة من بينها نيويورك و العاصمة واشنطن، خوفا من تحول مظاهرات متوقعة إلى أعمال شغب.

و يرى الكاتب أمين مشاقبة، في صحيفة « الرأي » الأردنية أن فوز بايدن بفارق ضئيل على ترامب « سيدفع الأخير للطعن بالانتخابات و التزوير و يطالب بإعادة فرز الأصوات يدويا إما لولاية فلوريدا أو تكساس و هذا سيؤدي إلى تأخير ظهور النتائج و يمكن المطالبة بالمحكمة الفيدرالية للنظر بذلك، أو حتى الكونغرس (الشيوخ) بعد المحكمة ».  وفق موقع « بي بي سي »

و أضاف الكاتب « من المعلوم أن ترامب يرى نفسه منتصرا أمام أضعف مرشح للرئاسة كما يقول، ول ا يمكن له أن يخسر هذا السباق، و هناك احتمالات اشتعال العنف من اليمين المتطرف يوم الانتخاب أو اليوم الذي يليه ».

و بدورها تحدثت « التليجراف » مع قرابة 20 مسؤولاً و مشرعًا في الولايات المتحدة، بما في ذلك أعضاء في حزب ترامب الجمهوري، و أظهروا قلقًا عميقًا إزاء ما قد يحدث حال خسارة الرئيس الحالي للانتخابات، متوقعين أن يخوض ترامب العديد من المعارك القانونية و السياسية للبقاء في السلطة إذا فشل بايدن في انتزاع المنصب منه بفارق كبير في عدد أصوات المجمع الانتخابي. حسب تقارير إعلامية.

و رجّح مراقبون، حسب ذات المصادر، أن يُسيء ترامب استخدام السلطات التنفيذية لتحقيق مصالحه الشخصية، بينما يخشى البعض من دعوة الرئيس لأنصاره و مؤيديه للاعتراض على النتائج، و حثهم على النزول إلى الشارع.

و اعتبرت كريستي ويتمان، الحاكمة الجمهورية السابق لنيوجيرسي، أنه « إذا كانت النتائج متقاربة، يُتوقع أن يقاتل ترامب بشراسة »، مُحذرة مما أطلقت عليه « سيناريو يوم الحساب » الذي يشهد فيه الأمريكيون « عاصفة من الأشياء شديدة السوء ».

و قال توم كولمان، عضو الكونجرس الجمهوري السابق عن ولاية ميسوري، إنه من خلال ما عاشه الأمريكيون خلال فترة رئاسة ترامب، يتوقع أنه قادر على فعل أي شيء للبقاء في منصبه.

و من جهة أخرى تعتزم عدة جماعات ناشطة سياسيا في الولايات المتحدة الخروج في مظاهرات هذا الأسبوع إذا بدا أن الرئيس ترامب يتدخل في عملية فرز الأصوات أو في نتائج التصويت.

و تزعم هذه الجماعات أنها تمثّل ملايين الأمريكيين من الحزبين الجمهوري و الديمقراطي، وفقا لوكالة رويترز للأنباء. و قال ائتلاف « احمِ النتائج » الذي يضم أكثر من 130 جماعة إنه أعدّ لنحو 400 تجمُّع حتى الآن.

و يستعدّ المشاركون للخروج في مظاهرات حاشدة فور تسلُّم رسائل قصيرة بدءًا من بعد منتصف يوم الأربعاء المقبل غداة يوم الانتخابات.

و صرح شون إلدريدج، مؤسس ورئيس المنظمة قائلا : « لا يسعنا افتراض أن دونالد ترامب سيحترم مبدأ تسليم السلطة سِلميا ». مردفا : « سنحتشد » لدى أي محاولة من ترامب للتدخل في عملية فرز الأصوات.

و يرى مراقبون أن مسألة تحديد شكل هذا التدخل من جانب ترامب مسألة صعبة، لكن ذلك قد يشمل رفضه قبول الأرقام الرسمية أو إعلانه الفوز في وقت مبكر.

و ردًا على أسئلةٍ بخصوص خُطط الناشطين للخروج في مظاهرات، قالت نائبة السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، سارة ماثيو، إن « الرئيس سيقبل نتائج انتخابات حرة ونزيهة ».

و رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس 24 شتنبر الماضي، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، التعهد بنقل سلمي للسلطة في حال هزيمته في انتخابات يوم غد ردا على صحفي سأله عما إذا كان يتعهد بالالتزام بأبسط قواعد الديمقراطية في الولايات المتحدة و هي النقل السلمي للسلطة حين يتغير الرئيس. مما أثار ردود فعل منددة من المعسكر الديمقراطي و  حتى في صفوف الجمهوريين.

ومن جهته سارع المرشح الديمقراطي جو بايدن إلى التعليق على تصريحات ترامب متسائلا : « في أي بلد نعيش؟ » مضيفا « هو يقول أكثر الأمور غير العقلانية. لا أعرف ما أقول ». معتبرا أن « الغش هو الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يخسر بها الانتخابات أمام ترامب ».


Poster un Commentaire

douze + dix-huit =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.