logo-mini

قانون أمني مثير للجدل يشعل فتيل مظاهرات واسعة في فرنسا

Partager

قانون أمني مثير للجدل يشعل فتيل مظاهرات واسعة في فرنسا

شهدت عدة مدن فرنسية، أول أمس، مظاهرات واسعة شارك فيها حوالي 133 ألف شخص حسب الحكومة و 500 ألف حسب المنظمين، رفضاً لمشروع قانون أمني يرون أنّه ينتهك الحريات.

و دعت منظمات للصحافيين و أحزاب يسارية و نقابات و منظمات غير حكومية للدفاع عن الحريات، إلى التظاهر رفضاً لمشروع هذا القانون الذي يعتبر معارضوه أنه ينتهك حرية التعبير و سيادة القانون.

و رأت التنسيقية الداعية إلى التحركات أن « مشروع القانون يهدف إلى النيل من حرية الصحافة و حرية الإعلام و الاستعلام و حرية التعبير، أي باختصار الحريات العامة الأساسية في جمهوريتنا ».

مشروع قانون مثير للجدل

و تنص المادة 24 من مشروع القانون المثير للجدل على عقوبة بالسجن سنة و دفع غرامة قدرها 45 ألف أورو لبث صور لعناصر من الشرطة و الدرك بدافع « سوء النية ».

و في هذا الصدد تؤكد الحكومة الفرنسية أن هذه المادة تهدف إلى حماية العناصر الذين يتعرضون لحملات كراهية و دعوات للقتل على شبكات التواصل الاجتماعي.

و يرى معارضو مشروع القانون الذي تلقّى الضوء الأخضر من الجمعية الوطنية الأسبوع الماضي، أن الكثير من قضايا العنف التي ارتكبتها الشرطة ما كانت لتكشف لو لم تلتقطها عدسات صحافيين و هواتف مواطنين.

إدانة عنف الشرطة الفرنسية

اكتسبت المظاهرات في فرنسا زخما كبيرا على خلفية كشف فضيحتين لأعمال اعتداء ارتكتبها عناصر في الشرطة الفرنسية في غضون الأيام القليلة الماضية.

و كانت الشرطة تدخلت بشكل عنيف يوم الإثنين الماضي لتفكيك مخيم للمهاجرين أقيم في ساحة بوسط باريس في سياق حملة إعلامية لمنظمات مدافعة عنهم. و هاجم عناصرها صحافيين.

و بلغ الاستنكار ذروته يوم الخميس الماضي عند نشر صور كاميرات مراقبة تظهر ثلاثة عناصر من الشرطة يعتدون بالضرب على منتج موسيقى من ذوي البشرة السوداء.

و نددت الصحافة و مواقع التواصل الاجتماعي و بعض كبار وجوه الرياضة بعنف الشرطة. و بدوره أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الجمعة الماضي هذا « الاعتداء غير المقبول » و »الصور المخزية ».

و نددت الصحافة الفرنسية و الأجنبية بـ »جنوح أمني » و بـ »إساءة إلى الحقوق ». و من بين الأصوات المنتقدة رئيسة المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشال باشليه و مقررو حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة.

صدامات و إصابات و اعتقالات

و رفضا لمشروع القانون المثير للجدل وقعت صدامات مع قوات الأمن أسفرت عن تسجيل 62 إصابة في صفوف الشرطة و الدرك (39 في المناطق و 23 في باريس).

و أظهرت عدّة مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعرّض عناصر في الشرطة للضرب على أيدي محتجين. حسب وزارة الداخلية الفرنسية.

و في باريس، أشعل مخرّبون النار في كشك لبيع الصحف وفي مدخل مبنى تابع لمصرف فرنسا المركزي و في حانة متاخمة، ما استدعى تدخّل عناصر الإطفاء، و تم اعتقال 81 شخصا في أنحاء البلاد.

و ألقت مجموعات مقذوفات باتجاه الشرطة التي ردّ عناصرها بإطلاق الغاز المسيّل للدموع، وفق وكالة  فرانس برس. و وقعت أحداث مشابهة في مدن أخرى على غرار رين (غرب) وليون (وسط-شرق).

و تظاهر وفقاً للداخلية الفرنسية 133 ألف شخص، بينهم 46 ألفاً في باريس، فيما أعلن المنظمون من جانبهم عن مشاركة 500 ألف شخص، بينهم 200 ألف في العاصمة الفرنسية لوحدها.


Poster un Commentaire

seize − 11 =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.