logo-mini

المكملات الغذائية .. دعوات إلى التقنين

Partager

المكملات الغذائية .. دعوات إلى التقنين

ما يزال مشروع قانون يتعلق بتقنين المكملات الغذائية لا سيما على مستوى تحديد أثمنة بيعها ومسارات صرفها، حبيس رفوف وزارة الصحة، وذلك بعدما شكل هذا المشروع محور دراسات ومشاورات.

وتوجد أنواع كثيرة من المكملات الغذائية،  وقد يكون بعضها خطيرا على صحة المستهلكين لا سيما تلك المنتجات التي تساعد في برامج التخسيس أو بناء العضلات في المراكز الرياضية، أو من أجل الحصول على قدر أكبر من الطاقة أثناء ممارسة الرياضة، أو من أجل تحسين الأداء الجنسي.

ويبدو أن استمرار تلكؤ الجهات المعنية في التأشير على مشروع القانون المذكور من شأنه أن  يتسبب في تواصل الفوضى وغياب المراقبة والتتبع في عمليات بيع هذه المكملات الغذائية في مختلف الفضاءات، عوض أن تتم داخل الصيدليات، ما من شأنه أن يجعل هذه المكملات تتحول إلى مصدر لانتكاسات صحية.

ووفق مصادر صحافية فإن أن مشروع القانون المتعلق بتقنين المكملات الغذائية، « يعتبر ثمرة نقاشات امتدت لمدة ليست بالهيّنة تم إعداده على عهد وزير الصحة السابق أنس الدكالي، إلا أنه بعد مغادرته لمنصبه الحكومي ظل هذا المشروع سجين الرفوف ولم تفرج عنه الوزارة « دون أن يُعرف سبب ذلك ».

دعوات إلى التقنين

وفي هذا الصدد شدّد عدد من الفاعلين في تصريحات لـجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، « على أن المكمّلات الغذائية يتم بيعها للمواطنين في مختلف الفضاءات، في غياب كل أشكال المراقبة والتتبع لحماية صحة المواطنين، عوض أن تتم هذه العملية داخل المسلك الطبيعي الذي هو الصيدليات التي من المفروض أن تصرف كل ما له صلة بحقل الدواء بشكل استثنائي دونا عن غيرها ».

ويطالب عدد من الفاعلين حسب الصحيفة  بأن « يتم تقنين مسار هذه «التجارة» التي تدرّ أرباحا مهمة على أصحابها من المستوردين، في غياب مساطر واضحة تحدد أثمنة البيع، مما يترك الباب مفتوحا في هذا الصدد للرفع من أسعارها، خاصة حين تعمل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على تخفيض أثمنة مجموعة من الأدوية ».

ولفتت الصحيفة إلى أن « عددا من المعنيين بالشأن الصحي يدعون إلى ضبط مسلك المكمّلات الغذائية ومسارها قبل أن تصل للمريض الذي هو في حاجة إليها، لا سيما وأن كل استعمال غير معقلن وعشوائي، بعيدا عما قد يوصي به الطبيب، يمكن أن يؤدي إلى تسجيل حالات تسمم وإلى وقوع تبعات صحية وخيمة، قد تسفر عن نتائج غير مرغوب فيها وبتداعيات مفتوحة على كل الاحتمالات ».

تحذير

وفي هذا الشأن تقول الدكتورة إيرين ميكوس، الأستاذ المساعد بقسم أمراض القلب بمدرسة الطب في جامعة جون هوبكنز، في تصريحات سابقة لـموقع « قناة الجزيرة »، « لا يجب على الناس أن يثقوا في المكملات الغذائية ».

وأضافت ميكوس أن « الفيتامينات والمكملات الغذائية هي صناعة بمليارات الدولارات يتم تسويقها على الصعيد العالمي. ورغم أن الأدلة على فائدتها قليلة للغاية، فإن شخصا واحدا من كل اثنين بالغين، في الولايات المتحدة فقط، يأخذ نوعا من المكملات الغذائية! ».

وبحسب تحليل بحثي صدر العام الماضي، فقد وُجد أن معظم الفيتامينات والمعادن والمكملات الغذائية الأخرى لا علاقة لها بتحسين حياتنا أو الحماية من أمراض القلب أو إطالة العمر، وعلى الرغم من أن البحث قد وجد أن هناك فوائد صحية محتملة لبعض المواد مثل أوميغا 3 وحمض الفوليك، فإن تلك الفائدة كانت طفيفة ومقترنة مع نظام غذائي منزلي، كما أن بعضها قد يكون في الواقع مرتبطا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ويُقصد هنا خليط الكالسيوم مع فيتامين « د ».

ووفق موقع « قناة الجزيرة » فإن اللافت للانتباه أكثر في تلك الدراسة هو أنها وجدت أن تأثير نشاط بسيط لنشاط يومي، مثل تقليل نسبة المِلْحِ في وجباتك، قادر بالفعل على تقليل مخاطر الوفاة -بسبب الأمراض القلبية الوعائية- بنسبة تبدأ من 10 في المائة وتصل إلى 33 في المائة في بعض التجارب، بمعنى أن النظام الغذائي الصحي -بحسب الدراسة- كان دائما أكثر تأثيرا في الجسم من المكملات الغذائية.

وفي هذا الصدد النقطة تقول الدكتورة إيرين ميكوس، الأستاذ المساعد بقسم أمراض القلب بمدرسة الطب في جامعة جون هوبكنز في حديثها لموقع « قناة الجزيرة » « يمكن لمعظم الأفراد الحصول على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها من خلال اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضراوات، ولا يحتاجون إلى تناول الفيتامينات المتعددة أو المكملات الغذائية ».

ومن جانبه أشار المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة الأميركية في دراسة أخرى قام بتمويلها قبل عدة أعوام وشملت 27 ألف شخص، إلى أن المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامينات « ك » و »د » و »أو »، وكذلك المغنيسيوم والزنك والنحاس، لا تطيل العمر ولا تعمل على الوقاية من الأمراض كما ينتشر بين الناس، بل أشارت الدراسة إلى أن تناول الكالسيوم بقيمة 1000 مللي جرام يوميا، لأغراض تكميلية، قد يرتبط بارتفاع نسب الوفاة على أثر السرطان.

 ولفتت الدراسة كذلك إلى أن معظم الذين يتناولون المكملات الغذائية يكونون من طبقات اجتماعية أعلى تعيش -بطبيعة الحال- حياة صحية، فيظن الناس أن المكملات الغذائية هي السبب، بينما طبيعة الحياة هي ما يؤثر بشكل أكبر. في النهاية، تشير نتائج الدراسة إلى أن الاستخدام المنتظم للمكملات الغذائية لا ينبغي أن يُوصى به لعامة السكّان.

وسجلت دراسة صادرة قبل أشهر من مدرسة الصحة العامة بجامعة هارفارد أنه، بالبحث خلف التقارير السلبية الصادرة تجاه المكملات الغذائية بين العامين 2004 و2014، وُجد 977 تقريرا عن مخاطرَ كبيرةٍ متعلقة بهذا النوع من المكملات، 40 في المائة منها وصلت إلى بلاغات بالموت والإيداع بالمستشفى! وفي تعليقها على هذا الأمر  قالت الدكتورة إيرين ميكوس في تصريحها ذات الموقع: « أنت فقط لا تعرف ما الذي تتناوله. تشير التقديرات إلى أن هناك 23000 زيارة لقسم الطوارئ كل عام ناتجة عن تأثيرات ضارة من المكملات الغذائية في العموم! ».


Poster un Commentaire

quatorze − 4 =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.