logo-mini

الحرب في أوكرانيا تقود الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل قوة عسكرية

Partager

الحرب في أوكرانيا تقود الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل قوة عسكرية

في وقت تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من إنهاء شهرها الأول، صادق الاتحاد الأوروبي، أمس، على تشكيل قوة عسكرية قوامها 5 آلاف مقاتل، متعهدا أيضا  بزيادة إنفاقه العسكري حتى يتمكن من تنفيذ التدخلات بمفرده مع حلول عام 2025.

وفي هذا الشأن قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في مؤتمر صحافي، إن « الاتحاد الأوروبي بخطر. الهجوم الروسي على أوكرانيا ليس كلاماً فحسب، إنما يشكل إنذاراً ».

الحرب على أوكرانيا .. نداء للتحرك

وفي هذا الصدد أقرّ وزراء الخارجية والدفاع في دول الاتحاد الأوروبي بوصلة استراتيجية وُضعت قبل عامين، وتمّ تكييفها مع الوضع الناجم عن الحرب على أوكرانيا.

وشدّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل على أن ذلك هو « نداء للتحرك، وهذه الوثيقة يجب ألا تبقى حبراً على ورق ».

وأضاف بوريل قائلا : « على الاتحاد الأوروبي أن يثبت أنه مصمم وسريع في استجابته للأزمات، وعليه الاستثمار في قدراته الدفاعية بالتكامل مع حلف شمال الأطلسي ».

وحذرت الوثيقة من أن «الاتحاد الأوروبي مجتمعاً غير مجهز للتعامل مع التهديدات والتحديات» الراهنة. فيما سيستخدم الاتحاد مجموعات القتال التي أُنشئت عام 2007 لتشكيل قوة الرد هذه المكونة من 5 آلاف جندي.

ولفتت إدارة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى أن « مجموعات القتال جاهزة للعمل، لكن لم يتم استخدامها أبداً، بسبب الافتقار إلى الإرادة السياسية والوسائل المالية »

وستتكون هذه القوة من « مكونات برية وجوية وبحرية » ومجهزة بقدرات نقل لتكون قادرة على « تنفيذ تدخلات لإنقاذ وإجلاء المواطنين الأوروبيين » العالقين في نزاع. وافتقد الأوروبيون هذه القدرة للحلول مكان الأميركيين أثناء إخلاء كابل في غشت 2021.

ألمانيا قلب القوة

وفي هذا الشأن أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت أن بلادها ترغب في أن تكون قلب هذه القوة العسكرية بحلول عام 2025.

ويرغب الأوروبيون في الاستثمار في القدرات التي يفتقرون إليها حالياً، ومنها الطائرات المسيرة وأنظمة القتال والدبابات وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات والصواريخ.

وستناقَش الالتزامات العسكرية للاتحاد الأوروبي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس المقبل، في قمة استثنائية لحلف شمال الأطلسي، يعقبها اجتماع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، مكرس للبحث في عواقب الحرب في أوكرانيا على الأمن في أوروبا.

ونشرت الولايات المتحدة من جديد أكثر من 100 ألف جندي ووسائل عسكرية ضخمة في أوروبا للمساهمة في تعزيز الدفاع على الحدود الشرقية لحلف الشمال الأطلسي.

وسيكون تقاسم كلفة القدرات المنشورة في دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا مدرجاً للنقاش على جدول الأعمال.

ميزانية ضخمة للدفاع

ويخصص الاتحاد الأوروبي 200 مليار دولار سنوياً، أي 1.5 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي، للدفاع. حيث أوضح بوريل أن هذا المبلغ يوازي « 3 أو 4 أضعاف ميزانية روسيا الدفاعية، وهو بحجم ميزانية الصين. لكنه غير كافٍ ».

ولم يتم تضمين أي هدف كمي في الالتزامات التي قدمها الاتحاد الأوروبي. لكن جميع دول حلف الشمال الأطلسي، و21 منها أعضاء في الاتحاد الأوروبي، تعهدت بتخصيص 2 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري عام 2024. حيث أعلنت ألمانيا وبلجيكا والدنمارك، وهي دول متخلفة جداً عن هذا الالتزام، زيادة ميزانياتها.

وقال بوريل إن « الاتحاد الأوروبي يعتزم بذل جهد إضافي وتكاملي في حلف شمال الأطلسي ». وأكدت الوثيقة التي صاغها بوريل أن « الإجراءات التفصيلية طموحة، لكنها قابلة للتحقيق مع التزام سياسي متواصل ».


Poster un Commentaire

14 − sept =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.