logo-mini

التسول الإلكتروني : عندما تتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى دجاجة تبيض ذهبا

Partager

التسول الإلكتروني : عندما تتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى دجاجة تبيض ذهبا

آفة التسول، تعد ممارسة مجتمعية طبعت المجتمع المغربي منذ القدم، و التي ما فتئ نطاق ممارستها يتسع و يتخذ أشكالا و أساليب مختلفة و متنوعة، حيث تنتشر عادة في المغرب عند أبواب المساجد و التجمعات و في الأسواق و أمام الإشارات الضوئية و في الحافلات و الأزقة، لكن يبدو أن هذه الأماكن التقليدية لم تعد تغري متسولين مغاربة، إذ ابتكروا طرقا جديدة للتسول لعل أبرزها، التسول الالكتروني، عبر منصات التواصل الاجتماعي.

و في هذا الشأن يرى متتبعون أن المتسولين عبر منصات التواصل الاجتماعي استطابوا هذا النوع الجديد من التسول الذي أضحى سبيلهم نحو أموال يسيرة و دون عناء بل تحولت هذه المنصات إلى دجاجة تبيض لهم ذهبا.

منشورات و روايات و فيديوهات مفبركة أحيانا و احتيالية أحيانا أخرى، تلك هي و سائل ممن استطابوا التسول الإلكتروني على أرصفة منصات التواصل الإجتماعي، مستغلين تعاطف « الضحايا » ممن انطلت عليهم حيلهم الماكرة، لمراكمة الثروات.

و من أجل تحقيق أموال سهلة و سريعة لا يدخر هؤلاء « المتسولون الجدد » أي جهد في « إبداع » حيل ماكرة و خادعة، عبر فيديوهات و منشورات يطلبون من خلالها يد المساعدة مدعين إصابتهم بمرض أو عاهة أو حاجة ملحة إلى عملية جراحية أو غيرها من أساليب الاحتيال.

التسول الإلكتروني : أموال سهلة وسريعة

لا يخفى على أحد أن ظاهرة التسول بالمغرب تعد آفة مثيرة للانتباه، حيث يكفي أن يقوم الفرد بجولة صغيرة على القدمين أو ممتطيا سيارته حتى يلحظ جليا أن المتسولين يوجدون أمام المساجد و في الأزقة و أمام إشارات المرور وفي الأسواق و على متن الحافلات، ممن يستعطفون الناس لجني المال بدون تعب.

و من أجل جني المال بدون تعب بات أيضا « متسولون جدد »، يتجولون في دروب منصات التواصل الإجتماعي عبر نشر منشوراتهم و فيديوهاتهم و رواياتهم التي تكون في أغلبها مفبركة و احتيالية على عدة صفحات على مواقع التواصل.

و كثيرا ما يلجأ  المتسولون على عتبة منصات التواصل الاجتماعي، إلى آيات قرآنية و أحاديث نبوية لاستعطاف الناس، كما ينتقون كلماتهم بعناية و يختارون نبرة صوت و صور و موسيقى ذات تأثير على نفوس رواد هذه المواقع، حتى تكتمل جميع فصول حيلهم لكي تنطلي على « الضحية »، ما يمهد لهم الطريق نحو أموال سهلة و سريعة.

عالم الاجتماع علي الشعباني قال في تصريح سابق لوكالة المغرب العربي للأنباء إن « التسول يعرف تزايدا لأسباب وعوامل مختلفة و متعددة »، مسجلا أن ظاهرة التسول أثبت، من وجهة نظر اجتماعية، أنها حرفة تدر دخلا هاما لا يتطلب شهادات أو جهدا.

و اعتبر المتحدث ذاته أن بعض المتسولين الذين يرفضون عروض عمل يتلقونها من المصانع أو المطاعم أو غيرها، معتبرين أن مد اليد يتيح لهم كسب دخل يومي مهم يتراوح بين 250 و 300 درهم كحد أدنى.

و في المقابل وبقدر ما تحولت منصات التواصل الإجتماعي إلى مدخل جديد للتسول الإلكتروني، بقدر ما تشكل سبيل البعض الوحيد، ممن هم فعلا في أمس الحاجة ليد المساعدة من أجل تجاوز محن و ظروف عصيبة تواجههم في دروب الحياة.

و في هذا الصدد و في ظل اختلاط الحابل بالنابل، قد تصبح الصورة غير واضحة، و قد يتسلل الشك و الخوف إلى نفوس رواد منصات التواصل الاجتماعي، حيث يصبحون أكثر حرصا و حذرا من الوقوع في شرك ممتهني التسول، مما قد يضيع على من هم في حاجة إلى المساعدة فرصة أن يحظوا بيد تنتشلهم من محنهم.

القانون المغربي يعاقب على التسول

و في هذا الشأن ينص الفصل 326 من القانون الجنائي « على أنه يعاقب بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر من كانت لديه و سائل للتعيش أو كان بوسعه الحصول عليها بالعمل أو بأية وسيلة مشروعة، و لكنه تعود ممارسة التسول في أي مكان كان ».

و ينص الفصل 327 من القانون الجنائي أيضا على أنه يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة كل متسول، حتى و لو كان ذا عاهة أو معدما، استعمل التهديد أو تظاهر بالمرض أو ادعاء عاهة أو تعود استصحاب طفل صغير أو أكثر من غير فروعه.

كما يعاقب الفصل 328 من القانون الجنائي المغربي بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة من يستخدم في التسول، صراحة أو تحت ستار مهنة أو حرفة ما، أطفالا يقل سنهم عن ثلاثة عشر عاما.


Poster un Commentaire

neuf + 17 =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.