احتجاجات و صدامات « عنيفة » بين الشرطة و متظاهرين في تونس و اعتقال مئات الأشخاص
احتجاجات و صدامات « عنيفة » بين الشرطة و متظاهرين في تونس و اعتقال مئات الأشخاص
اندلعت احتجاجات و صدامات وصفت بالعنيفة أمس في تونس و ذلك لليلة الثالثة على التوالي، بين متظاهرين و قوات الشرطة التونسية، التي اعتقلت مئات الأشخاص.
و لم تعرف أسباب الصدامات بين الشرطة و مجموعات من المحتجين لكنها تأتي، حسب مراقبين في سياق انعدام الاستقرار السياسي و تدهور الوضعين الاجتماعي و الاقتصادي في البلاد.
و ترجح تقارير صحفية، بأن الاحتجاجات الأخيرة، تفجرت على خلفية اعتداء أحد عناصر الشرطة بالضرب و الإهانة على راعي أغنام بمدينة سليانة بسبب عدم امتثاله لقانون الطرقات ما أدى إلى خروج تظاهرات غاضبة، منددة بـ »تجاوزات الأمن بحق الطبقات الفقيرة ».
و حسب نفس المصادر، فقد توسعت بعد ذلك رقعة الاحتجاجات في العديد من المدن مما اضطر قوات الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة.
و أعادت حادثة راعي الأغنام إلى الأذهان ما حدث مع البائع المتجول في مدينة سيدي بوزيد، محمد بوعزيزي، و الذي كان قد أقدم على إحراق نفسه في 17 دجنبر من العام 2010 بعد مصادرة عربته و تعرضه للصفع من قبل شرطية مما أدى إلى اندلاع احتجاجات شعبية شملت معظم أنحاء البلاد و فرار رئيس البلاد آنذاك، زين العابدين بن علي، إلى السعودية.
و حسب تقارير إعلامية، فإن هذه الاحتجاجات و المصادمات، تأتي في أعقاب الذكرى العاشرة للثورة التي جلبت الديمقراطية لكنها جلبت أيضا على تونس الكثير من المصاعب الاقتصادية و الاجتماعية وسط تزايد الغضب من البطالة المزمنة و تردي الخدمات العامة.
و شهدت العديد من الأحياء في أنحاء تونس، و من بينها أحياء في ضواحي العاصمة، منذ أيام مواجهات بين متظاهرين و قوات الشرطة حتى ساعات متأخرة من الليل على الرغم من حظر التجوال الليلي، في ظل الجهود للحد من تفشي فيروس كورونا.
اشتباكات « عنيفة » بين الأمن و المتظاهرين و اعتقال مئات الأشخاص
و في هذا الصدد قال شهود في مدينة القصرين إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع بينما كان شبان يحرقون الإطارات و يقذفون بالحجارة بعد ساعات من تجمع محتجين في العاصمة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
و تشهد منطقة حي التضامن قرب العاصمة التونسية و هو أكبر الأحياء الشعبية في تونس، حسب تقارير صحفية، مواجهات عنيفة بين متظاهرين و قوات الشرطة منذ الساعات الأولى من مساء أمس. و هذه هي الليلة الثالثة للاحتجاجات في حي التضامن الذي يضم فئات واسعة من الطبقة الفقيرة غرب العاصمة، و لكنها الأكثر عنفاً وحضوراً لقوات الأمن.
و قال مصور لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. ا) الذي عاين الموجهات إن فرق خاصة لمكافحة الشغب و مدرعات وصلت إلى الحي و أطلقت الغاز المسيل للدموع كما استخدمت خراطيم المياه لتفريق المحتجين و ملاحقتهم في الشوارع و الأزقة. مضيفا أن المتظاهرين رشقوا قوات الأمن بالحجارة و قطعوا طرقاً و أحرقوا العجلات المطاطية، وفق موقع « دي دبليو ».
و قال المتحدث باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني يوم أمس، إن الشرطة اعتقلت 632 شخصا يوم الأحد الماضي بعد ما وصفته بأعمال شغب في أنحاء البلاد شملت أعمال نهب و هجمات على الممتلكات. و قالت الوزارة إن معظم المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 15 و 20 عاما.
و من جهة أخرى دعت منظمة العفو الدولية و مقرها لندن إلى ضبط النفس. و استشهدت بلقطات مصورة تظهر أفراداً من الشرطة يضربون و يجرّون أشخاصاً بعد احتجازهم، و قالت إن على السلطات أن تفرج فورا عن حمزة نصري جريدي، و هو ناشط حقوقي اعتقل يوم أمس.
و في شارع الحبيب بورقيبة الذي تصطف على جانبيه الأشجار و مكاتب حكومية و مبان تعود لحقبة الاستعمار بوسط العاصمة تونس حيث اندلعت أكبر الاحتجاجات في 2011، طالب المتظاهرون، أمس، بإطلاق سراح المعتقلين في أحداث الأيام الماضية.
و في بلدية المنيهلة خاطب الرئيس قيس سعيّد عشرات تجمعوا أمام منزله قائلا : « أؤكد مجددا على حق الشعب التونسي في الشغل و الحرية و في الكرامة الوطنية »، مضيفا « في المقابل هناك من يسعى بكل الطرق إلى توظيفهم و المتاجرة بفقرهم و بؤسهم و هو لا يتحرك إلا في الظلام و هدفه ليس تحقيق مطالب الشعب بقدر سعيه لبث الفوضى ».
و بعد عقد من الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي، سقطت تونس في أتون أزمة اقتصادية كبرى حتى قبل تفشي جائحة فيروس كورونا العام الماضي و التي فاقمت الصعوبات مع ضربة قوية لقطاع السياحة و إغلاق بعض القطاعات الأخرى. وفق تقارير إعلامية.

MICE Meeting Casablanca 2025, la ville dévoile ses ambitions
Les talents face aux enjeux nationaux, l’EMSI ouvre sa 11ᵉ édition
5ème édition de la Soirée Gastronomique Maroco-Française au Radisson Blu Marrakech
Les « CFA Mornings » ouvrent le débat sur une gouvernance plus inclusive
Poster un Commentaire