وزير الصحة يحذر من خطر وقوع انتكاسة عبر موجة ثانية لفيروس كورونا بالمغرب
وزير الصحة يحذر من خطر وقوع انتكاسة عبر موجة ثانية لفيروس كورونا بالمغرب
أكد وزير الصحة خالد أيت الطالب على ضرورة الإبقاء على الحيطة و الحذر من خطر حدوث انتكاسة من خلال موجة ثانية من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد.
و أضاف آيت الطالب في عرض قدمه يوم الثلاثاء 07 يوليوز 2020، أمام لجنة التعليم و الشؤون الثقافية و الاجتماعية بمجلس المستشارين، حول « وضعية الحالة الوبائية و الإجراءات الصحية لما بعد رفع الحجر الصحي »، أن المغرب يراهن اليوم على الإبقاء على التحاليل المخبرية الموسعة، مع التزام الحيطة و الحذر لتجنب خطر حدوث تراجع في الوضع الوبائي بالمملكة.
و أوضح الوزير أن المغرب يراهن أيضا على الحفاظ على المعدل المنخفض للوفيات و تدابير الحماية الفردية و الجماعية لاحتواء الوباء و الحد من انتشاره، مؤكدا أن ضمان شروط نجاح هذه التدابير يستلزم تعبئة و انخراط كل الشركاء و الفاعلين على كل المستويات.
المخطط الاستراتيجي الرامي لمواكبة رفع الحجر الصحي
و في هذا الشأن استعرض الوزير الركائز الأساسية الخمس للمخطط الاستراتيجي الرامي لمواكبة رفع الحجر الصحي، و تشمل توسيع التحاليل المخبرية إلى أقصى درجة ممكنة داخل القطاعات الإنتاجية التي لها ارتباط مباشر بالمواطن؛ و مواكبة عدد من المهنيين و الوحدات الإنتاجية و المقاولات للنهوض بإجراءات الصحة و السلامة و الوقاية وفقا لمعايير السلامة الصحية الوطنية و الدولية.
و تتعلق الركائز أيضا، حسب أيت الطالب، بتتبع و إعادة ضبط مخزون الأدوية و المواد الصيدلية و اللوازم الطبية للحفاظ على المخزون الاحتياطي بالمستشفيات العمومية استعدادا للرفع التام للحجر و إعداد الجاهزية للتدفق الكبير للمواطنين طلبا للعلاج و الاستشفاء؛ و وضع مخطط لإعادة انتشار المهنيين الذين تم تجنيدهم في إطار فرق التدخل في الأنشطة الصحية الخاصة بكوفيد-19؛ إلى جانب الاستعداد لتكثيف عمليات التوعية و التحسيس بأهمية الحفاظ على تدابير الصحة و السلامة و التباعد الاجتماعي و ارتداء الكمامات لفترة أخرى حتى مع رفع الحجر الصحي.
استراتيجية استئناف الأنشطة الصحية خلال مرحلة رفع الحجر الصحي
و بهذا الخصوص رصد المسؤول الحكومي مختلف المعطيات التي تنبني عليها استراتيجية استئناف الأنشطة الصحية خلال مرحلة رفع الحجر الصحي، و تهم على الخصوص المؤشرات المرتبطة بانخفاض مؤشر انتقال العدوى إلى ما دون 1، و عدد الإصابات الجديدة؛ و معدل استعمال الطاقة السريرية المخصصة بمصالح الإنعاش لمرضى « كوفيد-19″؛ و نسبة تتبع المخالطين بموازاة الحالات المعروفة.
و تهم المعطيات كذلك الحفاظ على مستوى اليقظة بكل الهياكل المكلفة بالرصد و الاستجابة، و الحفاظ على قدرة الاستجابة في ما يخص مصالح الإنعاش و العناية المركزة المرصودة ل »كوفيد-19″ ما بين 10 و 20 بالمائة من إجمالي السعة السريرية على المستوى الجهوي؛ فضلا عن الحفاظ على سعة سريرية داخل وحدات العزل تتراوح ما بين 20 و 40 بالمائة بالمستشفيات المخصصة بالكامل لكوفيد-19.
و تشمل المعطيات استراتيجية استئناف الأنشطة الصحية الحفاظ على المسارات المحددة و المعروفة لحالات « كوفيد-19 » و لباقي الحالات المرضية العادية؛ و الحفاظ على أنشطة الاستقبال بالمستعجلات؛ و أيضا الحفاظ على تعبئة المصالح المتنقلة للمستعجلات و الإنعاش في التوجيه و التكفل بالحالات ما قبل الاستشفائية لكوفيد-19.
و إلى ذلك سلط وزير الصحة خالد أيت الطالب، في عرضه الضوء على برنامج إعادة إطلاق الأنشطة الصحية بعد رفع قيود الحجر، الذي يعتمد على مبادئ ترتبط أساسا بسلامة المهنيين الصحيين و سلامة الإجراءات الوقائية و الاستشفائية؛ و القدرة على التكيف مع خطط رفع الحجر الصحي؛ فضلا عن إمكانية العودة إلى الحجر الصحي حسب تطور الوضع الوبائي؛ و استمرارية تقديم خدمات الرعاية الصحية.
و من جهة أخرى، ذكر الوزير بأن المملكة راهنت، بفضل التعليمات الرشيدة و الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على حماية المواطن قبل أي شيء، حيث تم اتخاذ عدة إجراءات و تدابير سريعة كانت حاسمة في بلوغ النتائج المهمة المحققة اليوم، إن على مستوى الرصد و اليقظة أو على مستوى التكفل بالحالات المصابة بالفيروس.
الحالة الوبائية متحكم فيها
طمأن وزير الصحة خالد أيت الطالب بشأن الارتفاع الملاحظ في حالات الإصابة بكوفيد-19 في الأيام الأخيرة، موضحا أنه ناتج عن توسيع دائرة الكشف المخبري الجماعي المبكر و النشط بغية احتواء الوباء، حماية للفئات « ذات الهشاشة الصحية »، استعدادا للخروج من الحجر الصحي بمجموع التراب الوطني. و مجددا التأكيد على أن الوضعية الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا ببلادنا متحكم فيها و مستقرة حتى اليوم.
و لفت إلى أن الفضل في اكتشاف عدد من البؤر المهنية التي ساهمت في ارتفاع حالات الإصابة المؤكدة إلى أرقام قياسية، يعود إلى المجهودات الكبيرة التي تبذلها السلطات العمومية لاحتواء الوباء و الحد من استفحال انتقال العدوى عبر التطويق السريع للبؤر و تتبع و عزل كل المخالطين، ثم بالاستمرار في مخطط إجراءات الكشف المبكر عن حالات كوفيد-19، عبر توسيع التحاليل المخبرية إلى أقصى درجة ممكنة داخل الهياكل و القطاعات الإنتاجية و الإدارية التي لها ارتباط مباشر بالمواطن.
و اعتبر أن المنظومة الصحية استطاعت حتى الآن التفوق في تجاوز الأزمة، مشددا على ضرورة مواصلة انخراط الجميع في الالتزام بقواعد النظافة و السلامة الصحية و التدابير الاحترازية؛ مشيرا إلى مواكبتها الفعالة لإجراءات رفع الحجر الصحي من خلال قرار إحداث مستشفيات ميدانية لتجميع الحالات النشطة.
الوضعية الوبائية في أرقام
استعرض وزير الصحة خالد أيت الطالب بيانات و أرقاما حول الوضعية الوبائية الراهنة بالمغرب، من حيث عدد الحالات المؤكدة و حالات التعافي و الوفيات المسجلة إلى حدود يوم الثلاثاء 07 يوليوز 2020، إلى جانب التوزيع الجغرافي لهذه الحالات.
و في استقراء لهذه المعطيات، سجل الوزير أن نسبة الإصابة تبلغ 0,03 بالمائة؛ و أن 99 بالمائة من الإصابات المسجلة دون أعراض، و قد تجاوزت بلادنا أحيانا عتبة 20 آلاف تحليلة يوميا مما جعل المعدلات ترتفع من أسبوع لآخر. كما أن ما يقارب 90 بالمائة من الحالات النشطة، يضيف الوزير، هي لمصابين من 5 جهات و يرتبط أغلبها بالبؤرة الوبائية المكتشفة.
و تظهر المعطيات أيضا، وفق المسؤول الحكومي، أن ثلاث جهات تحتفظ بأقل من 1 بالمائة من أعداد الإصابة بالفيروس (سوس ماسة، كلميم واد نون، و الداخلة وادي الذهب)، و تسجيل المزيد من الأقاليم بعدد من الجهات مدنا خالية من الفيروس.
و سجل أيت الطالب كذلك تراجع معدلات التعافي إلى نسبة 70,7 بالمائة، بعد أن كانت قد بلغت نسبة 90 بالمائة في بداية يونيو الماضي، و ذلك بسبب البؤر المكتشفة. و بالموازاة مع ذلك، سجل الوزير تراجع عدد الوفيات على مدى عدة أسابيع، إذ استقر بين 0 و 2 حالات يوميا منذ 9 ماي الماضي إلى غاية 28 يونيو، مؤكدا أن المملكة تتوفر بذلك على أحد أدنى معدلات الوفيات على الصعيد العالمي، بنسبة 1,6 بالمائة.
Poster un Commentaire