logo-mini

فيروس كورونا : شبح العودة للحجر الصحي يخيم على أوروبا و قيود مشددة لمحاصرة الوباء

Partager

فيروس كورونا : شبح العودة للحجر الصحي يخيم على أوروبا و قيود مشددة لمحاصرة الوباء

أمام التحذيرات المتزايدة و المقلقة التي أطلقها ذوي الاختصاص حول اقتراب موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد، يبدو أن شبح إعادة فرض الحجر الصحي يلوح في سماء القارة الأوروبية.

وفي هذا الشأن أعلنت كل من إيرلندا وويلز أنهما ستعيدان فرض الحجر الصحي من جديد لاحتواء انتشار فيروس كورونا، أملا في « الاحتفال بعيد الميلاد بشكل صحيح »، فيما فضلت دول أوروبية أخرى مواجهة تفشي الوباء، من خلال تشديد القيود بفرض حظر تجول ليلي أو عزل مناطق كما هو الحال إسبانيا وبلجيكا وفرنسا.

إعادة فرض الحجر الصحي

وفي هذا الشأن أعلنت أيرلندا فرض الحجر الصحي من جديد لاحتواء انتشار فيروس كورونا، ومن المرتقب أن يكون دخل هذا الإجراء حيز التنفيذ في إيرلندا منتصف ليل أمس، وسيمتد لمدة ستة أسابيع، ولا يشمل المدارس.

و أكد رئيس الوزراء  الإيرلندي مايكل مارتن معلنا هذا الإجراء أنه : « إذا وحدنا جهودنا خلال الأسابيع الستة المقبلة، سنتمكن من الاحتفال بعيد الميلاد بشكل صحيح ».

وفي إيرلندا كما في ويلز ستضطر المتاجر غير الضرورية للإغلاق، وهو وضع شبيه بالإغلاق الذي فرضته المملكة المتحدة اعتبارا من 23 مارس الماضي أثناء الموجة الأولى من الإصابات.

ومن جهتها ستخضع ويلز اعتبارا من يوم غد لحجر صحي عام لأسبوعين، وهو أقسى إجراء يطبق في البلاد منذ الموجة الأولى من حالات فيروس كورونا المستجد في الربيع.

وشدد رئيس وزراء ويلز مارك درايكفورد على أنه اعتبارا من الساعة السادسة مساء  سيطلب من سكان هذه الدولة  وعددهم ثلاثة ملايين نسمة « ملازمة المنزل »، مضيفا أن هذه الفترة الزمنية هي الأقصر التي يمكن تطبيقها لتكون فعالة.

وبذلك اختارت كل من إيرلندا وويلز إعادة فرض الحجر الصحي لاحتواء جائحة فيروس كورونا أملا في « الاحتفال بعيد الميلاد بشكل صحيح »، وهما أول دولتين في الاتحاد الأوروبي تقومان بذلك للمرة ثانية، عكس الدول الأخرى في القارة العجوز التي اعتمدت قيود محددة تفاديا لفرض حظر صحي شامل، عبر فرض حظر تجول ليلي أو عزل مناطق كما هو الحال في إسبانيا وفرنسا وبلجيكا.

وفي سياق متصل وبهدف إجبار مواطني بلدان القارة العجوز على الحد من نشاطهم الاجتماعي، على أمل إبطاء وتيرة تفشي عدوى فيروس كورونا، قررت عدة دول أوروبية خلال الأيام الأخيرة عن فرض حظر ليلي للتجول، كما هو الحال إسبانيا وبلجيكا وفرنسا.

دول أوروبية تشدد القيود

وبهذا الخصوص يتم تشديد القيود يوما بعد يوم في أوروبا لاحتواء تفشي فيروس كورونا الذي تسبب بوفاة 252 ألف شخص وأصاب 40 مليونا في العالم.

وفي إيطاليا سجلت مؤشرات خطيرة، حيث ستفرض منطقتان هما لومبارديا – منطقة ميلانو شمالا – وكمبانيا – منطقة نابولي جنوبا – حظرا للتجول اليوم اعتبارا من الساعة الحادية عشر ليلا إلى غاية الساعة الخامسة صباحا  لثلاثة أسابيع للومبارديا واعتبارا من يوم غد في الساعة الحادية عشر ليلا  في كمبانيا.

ويذكر أن إيطاليا والتي تعد أول بلد في أوروبا عرف تفشى وباء كوفيد-19 بشدة في فبراير ومارس الماضيين، تشهد مجدداً طفرة في الإصابات مع أكثر من 10 آلاف حالة يوميا ولومبارديا وهي الأكثر تضررا تماما كما حصل في الربيع. كما تعد كمبانيا إحدى المناطق الأكثر تضررا في إيطاليا، لكن النظام الصحي فيها أقل فعالية من لومبارديا وبالتالي وضعها أصعب.

وفي بلجيكا باتت المقاهي والمطاعم مغلقة لأربعة أسابيع وسيدخل حظر تجول حيز التنفيذ الاثنين  المقبل من منتصف الليل وحتى الساعة الخامسة صباحا للحد من الارتفاع الكبير للحالات.

وبخصوص بلجيكا التي تضم 11,5 مليون نسمة، سجلت يوم الاثنين الماضي 222 ألف و 253 حالة وهو رقم زاد أكثر من الضعف في شهر واحد بينما أحصت البلاد 10 ألاف 413 حالة وفاة، ما يجعلها البلد الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا مقارنة مع عدد سكانها.

وفي فرنسا التي سجلت 146 وفاة في 24 ساعة. تخضع فيها المدن الكبرى من ضمنها باريس لحظر تجول من الساعة التاسعة ليلا الى الساعة السادسة صباحا منذ نهاية الاسبوع الماضي. وتخطى عدد مرضى فيروس كورونا في العناية الفائقة الألفي شخص وهو عدد لم يسجل منذ أماي الماضي.

وبالنسبة لإسبانيا، أضحت البلاد، أمس،  أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، والسادسة في العالم، تتجاوز عتبة مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد، بتسجليها  مليون و 5  آلاف و295 حالة وفق الحصيلة اليومية لوزارة الصحة، منذ تسجيل أول حالة في 31 يناير الماضي، فيما بلغ إجمالي الوفيات 34 ألفا و366، عقب تسجيل 156 وفاة إضافية خلال 24 ساعة.

وإسبانيا التي يقطنها نحو 47 مليون نسمة هي سادس دولة في العالم تتخطى عتبة مليون إصابة، بعد الولايات المتحدة والهند والبرازيل وروسيا والأرجنتين وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية.

وفي مواجهة زيادة الإصابات، اضطرت السلطات الإسبانية لفرض تدابير جديدة طارئة، وبناء على ذلك جرى تقييد الحركة في مدريد وثماني بلديات مجاورة منذ مطلع تشرين أكتوبر، إذ لم يعد الدخول والخروج من تلك المناطق مسموحا سوى لأسباب ضرورية على غرار العمل والدراسة والاستفادة من الخدمات الطبية.

واتخذت تدابير مماثلة في عشرات المدن الأخرى، بينها سرقسطة، وكذلك أقاليم بأكملها على غرار نبرة ولا ريوخا (شمال)، في حين دعت منطقة كانتابريا (شمال غرب) سكانها للدخول في « حجر ذاتي ». كما انضمت مدينة بورغوس (شمال) ليل الثلاثاء الأربعاء إلى قائمة البلديات المعزولة جزئيا. وستخضع منطقة نافار للعزل اعتبارا من اليوم.

وتقول صونيا كرباليرا، وهي ممرضة تعمل في مستشفى في الضاحية الجنوبية الغربية لمدريد، « كنا نتوقع حصول موجة ثانية من الحالات لكن ليس بهذه السرعة ».

وفي سلوفينيا يبدأ حظر تجول الثلاثاء ولن يسمح لسكان البلاد  البالغ عددهم مليوني نسمة بالخروج بين الساعة التاسعة ليلا والسادسة صباحا.

وبدوره كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قد دعا يوم الاثنين الماضي ، إلى تكثيف الإجراءات الرامية لكبح جماح الوباء، مضيفا خلال ندوة صحيفة عقدت بجنيف : « أعلم أن الناس ملوا هذا الوضع، لكن هذا الفيروس أظهر أنه إذا خفضنا درجة حذرنا، يمكن أن يعود إلى الظهور بأقصى سرعة ويهدد المستشفيات والأنظمة الصحية ».

اللقاح المنتظر

وفي هذا الصدد تلقى 60 ألف شخص في عدة دول لقاحات اختبارية صينية ضد كوفيد-19 في إطار أربع تجارب سريرية كما أعلن الثلاثاء الماضي في بكين مسؤول حكومي كبير مؤكدا أن أيا من المتطوعين لم يشعر بأي آثار جانبية.

وإلى ذلك يعتزم  باحثون بريطانيون في جامعة أمبريال كوليدج في لندن حقن متطوعين بفيروس كورونا المستجد للتسريع في تطوير لقاحات، حسب ما أكدوا يوم الثلاثاء الماضي وقدموا دراستهم على أنها سابقة عالمية.

وتكمن المرحلة الأولى من هذا  المشروع في إمكانية تعريض متطوعين في صحة جيدة تراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما وليس لديهم أمراض لفيروس كورونا المستجد، لتحديد كمية الفيروس التي تؤدي إلى عوارض. وفي مرحلة لاحقة يتم درس « كيفية عمل اللقاحات في الجسم لوقف أو منع كوفيد-19 والعلاجات الممكنة وتفاعل المناعة معها ».


Poster un Commentaire

deux × trois =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.