logo-mini

سنة 2020 : رغم هيمنة مآسي فيروس كورونا هناك دائما أخبار سارة

Partager

سنة 2020 : رغم هيمنة مآسي فيروس كورونا هناك دائما أخبار سارة


لم يعد يفصلنا على توديع سنة 2020، سوى أيام معدودات، لكن بدون شك أن هذه السنة ستظل راسخة في ذاكرة الكثيرين، باعتبارها واحدة من أسوء السنوات، حيث شهدت ظهور و انتشار فيروس كورونا المستجد الذي اجتاح دول العالم و جلب معه الخوف و الهلع و أصاب و حصد أرواح الملايين، و قلب حياة الناس رأسا على عقب.

و رغم كل ما خلفه فيروس كورونا المستجد سنة 2020، من مآسي و تداعيات سلبية على حياة الناس، على كافة المستويات، الصحية و الاجتماعية و الاقتصادية و الدينية و الفكرية في جميع أصقاع العالم، إلا أن هذه السنة شهدت أحداثا ايجابية تبعث على التفاؤل.

لقاح في وقت قياسي

على مدار الأشهر الماضية من السنة التي تشارف على نهايتها، ظل العالم يحبس أنفاسه انتظارا لبارقة أمل تخرجه من أزمة جائحة فيروس كورونا، و الأمل لم يكن سواء لقاح مرتقب تتسابق عدة دول على إنتاجه.

لقد تحول الأمر إلى سباق محموم بين المختبرات و الشركات المصنعة للأدوية في عدة دول، تسعى جاهدة إلى الريادة العالمية عبر تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا في وقت قياسي، ما يعد أمرا إيجابيا في صالح البشرية كافة، حيث سيجنبها خطر فيروس يزحف بلا هوادة و يفتك بأرواح الناس.

و في هذا الصدد حدد باحثون أميركيون هدفًا جريئًا، في يناير الماضي، لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورنا في مدة لا تتجاوز 12 إلى 18 شهرًا، و سيكون هذا رقما قياسيا عالميا. 

و معلوم أن البحث ما يزال مستمرا عن لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشرية منذ 36 عامًا و إلى غاية الآن، بينما استغرق لقاح شلل الأطفال 7 أعوام لإنتاجه ما بين عامي 1948 و 1955، فيما احتاج لقاح الحصبة إلى 9 أعوام بين 1954 و 1963، أما لقاح الجدري فقد احتاج 34 عاماً من 1954 إلى 1988. وفق تقارير إعلامية.

و في هذا الشأن أكد الرئيس التنفيذي لشركة الأدوية البريطانية السويدية « أسترازينيكا »، باسكال سوريوت، أمس، أن اللقاح الذي طورته شركته بالتعاون مع جامعة أكسفورد، تمكن من تحقيق « معادلة ناجحة » في ما يتعلق بفاعلية مكافحة » كوفيد-19″، موضحا أن اللقاح الذي تقيّمه حاليا »هيئة بريطانية للمنتجات الطبية »، يؤمن « حماية بنسبة 100 في المائة » ضد الإصابات الحادة التي تتطلب دخول المستشفى.

و أعرب سوريوت في لقاء مع صحيفة « صنداي تايمز »، عن اعتقاده بأن التجارب ستظهر أن مؤسسته توصلت الى لقاح تساوي فعاليته لقاح « فايزر/بيونتيك » و فعاليته 95 في المائة، و لقاح « موديرنا » و فعاليته 94.5 في المائة. « نعتقد أننا استدللنا إلى المعادلة الناجحة، و كيفية تحقيق فاعلية بعد جرعتين ».

و أعلنت الحكومة البريطانية في 23 دحنبر الجاري، أن مطوري لقاح « أكسفورد/أسترازينيكا » قدموا بياناتهم إلى الهيئة الناظمة لمنتجات الأدوية و الرعاية الصحية. ومن المتوقع أن تعطي الهيئة موافقتها اليوم، لبدء توزيع اللقاح، وفق صحيفة « صنداي تلغراف ».

تضامن راسخ

جائحة فيروس كورونا ستبرز من جديد خلال سنة 2020، و بشكل راقي المعدن الأصيل  للشعب المغربي الذي تعبأ حول المبادرة الملكية لإنشاء حساب خصوصي لتدبير آثار و تداعيات هذا الوباء.

و بلغ إجمالي المبالغ التي تم تجميعها 33.7 مليار درهم مع نهاية يوليوز2020، و ذلك بفضل الزخم التضامني القوي، و رصد غلاف أولي بقيمة 10 مليار درهم. 

في زمن كورونا أظهر صندوق تدبير آثار هذا الفيروس، و المخصص لتأهيل المنظومة الصحية و تأهيل الاقتصاد الوطني و الحفاظ على مناصب الشغل والتخفيف من التداعيات الاجتماعية لوباء كورونا، (أظهر) قيم التضامن الراسخة في الشخصية المغربية الحقيقية من خلال التعبئة الجماعية و التفاعل التلقائي لمختلف أطياف الشعب المغربي مع هذه المبادرة الملكية. 

انخفاض التلوث

و لعل من « حسنات » فيروس كورونا المستجد و على الرغم من كل تداعياته السلبية على البشرية، انخفاض نسب التلوث المسجلة في عدة دول من ضمنها المغرب.

و أفادت وزارة الطاقة و المعادن و البيئة- « قطاع البيئة »، بتسجيل معدلات انخفاض « مهمة » في الملوثات الهوائية و أثر « ملحوظ » على جودة الهواء بالمغرب خلال فترة حالة الطوارئ الصحية التي تميزت بتقليص حركة النقل البري و الجوي و مجموعة من الأنشطة الصناعية.

و أبرز قطاع البيئة في بلاغ يوم السبت 25 ابريل 2020، أن تقييما أوليا لجودة الهواء أنجز على مستوى مدينة مراكش خلال الفترة الممتدة من نونبر2019 إلى 8 أبريل الجاري، سجل انخفاضا بنسبة 55 في المائة لثنائي أكسيد الأزوت، و بناقص 70 في المائة في أحادي أكسيد الكربون، و 67 في المائة من الجسيمات العالقة.

و على الصعيد العالمي  شهدت كل من الصين و شمال إيطاليا، انخفاضا كبيرا في غاز ثاني أكسيد النيتروجين، الذي يعد ملوثا خطيرا للهواء وعنصرا كيميائيا يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة، و ذلك بفضل انخفاض النشاط الصناعي و رحلات السيارات، و هذا الأمر يعد بمثابة درس للإنسانية من أجل التفكير في مستقبل البيئة و إعادة تحديد الأولويات.

و ذكرت تقارير إعلامية أن النتائج الأولية أظهرت أن أول أوكسيد الكاربون،الذي ينبعث بشكل رئيسي من السيارات، قد انخفض بحوالي 50 في المائة مقارنة بالعام الماضي.

و أشارت ذات المصادر إلى أن العمليات الصناعية في الصين انخفضت بنسبة 15 في المائة في بعض القطاعات، لافتة إلى أن استهلاك الفحم في محطات الطاقة انخفض بنسبة 36 في المائة.

و كشفت وكالة الفضاء الأمريكية « ناسا » أن سحابة ثاني أكسيد النيتروجين التي كانت متوقفة فوق الصين في شهر يناير بدأت بالتلاشي في فبراير. 

و في إيطاليا و بفضل الحجر الصحي و إغلاق منطقة لومبادريا  » الموبوءة  » بشمال البلاد، انخفض بشكل ملحوظ تركيز ثاني أكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي فوق هذا البلد الأوروبي الأكثر تضررا من تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد.


Poster un Commentaire

trois − 1 =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.