logo-mini

دراسات مخبرية وتجارب سريرية : العلماء يسابقون الزمن لاكتشاف لقاح مضاد لوباء كورونا

Partager

دراسات مخبرية وتجارب سريرية : العلماء يسابقون الزمن لاكتشاف لقاح مضاد لوباء كورونا

في وقت تشير فيه الاحصائيات المتعلقة بفيروس كورونا، إلى استمرار انتشار هذا الوباء في دول العالم ، مخلفا أزيد من 8 آلاف حالة وفاة وأكثر من 200 ألف حالة إصابة، يسارع العلماء والمختبرات وشركات الأدوية الزمن من أجل التوصل سريعا للقاح ناجع يقضي على هذه الجائحة العالمية،ويجنب العالم مزيدا من الخسائر الناجمة عن هذه الأزمة الوبائية.

ويقتضي تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، فهم خصائص الفيروس بشكل جيد، علاوة على تحديد الطريقة التي يتصرف بها في جسم الإنسان، ومن أجل الوصول إلى هذه النتائج، يحتاج العلماء إلى ملاحظات وتجارب مخبريةمكثفة.

وينبغي على العلماء في المرحلة الثانية من تطوير اللقاح، أن يثبتوا أن هذا اللقاح المقترح أمن وباستطاعته تحفيز الجهاز المناعي للإنسان، دون أن يخلف آثار أو أضرار جانبية، بيد أن مختلف مراحل تطوير اللقاح، لا تخلو من التحديات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت مؤخرا إن أي لقاح ممكن لفيروس كورونا المستجد، لن يكون متاحا بشكل عام، إلا بعد مرور 18 شهر، وذلك في ظل تزايد المخاوف من اتساع رقعة الوفيات والاصابات في حال لم يتم كبح انتشار هذه الجائحة العالمية.

وقال مدير المنظمة تيدروس  ادهانوم يوم الأربعاء 18 مارس 2020 بجنيف ،إن المنظمة وشركاؤها يعملون على تنظيم بعض الأدوية التي لم يتم اختبارها بعد وذلك في مسعى لتسريع عملية البحث في علاجات وأدوية محتملة لفيروس كورونا المستجد.

وأشار أدهانوم إلى أنه  » للسيطرة على العدوى يتعين على الدول القيام بعمليات عزل وعلاج وتعقب للحالات. »

دواء فرنسي : تجارب واعدة

أكدت مجموعة « سانوفي » الدوائية الفرنسية، أن دواء « بلاكنيل » ، المضاد للملاريا ، الذي تنتجه،  برهن عن نتائج « واعدة » في معالجة مرضى فيروس كورونا المستجد.

وعبرت المجموعة الفرنسية عن استعدادها لتقديم ملايين الجرعات من هذا الدواء إلى السلطات الفرنسية، وهي كمية كافية لمعالجة 300 ألف مريض محتمل.

ويتكون دواء « بلاكنيل » من جزيئات « هيدروكسي كلوروكين » ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل.

ووفق الدراسة التي أجراها البروفسور راوول على 24 مريضا بفيروس كورونا المستجد، فقد اختفى هذا الوباء من أجسام ثلاثة أرباع هؤلاء بعد ستة أيام على بدأ تناولهم العقار.

وفي هذا الصدد قالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية سيبيث ندياي، إن هذه التجربة السريرية « واعدة » وسيتم إجراء المزيد منها على عدد أكبر من المرضى. مشيرة في المقابل إلى أنه في هذه المرحلة « ليس لدينا أي دليل علمي » على أن هذا العلاج فعال.

ومن جهته قال وزير الصحة الفرنسية أوليفييه فيران، « لقد اطلعت على النتائج وأعطيت الإذن لكي تجري فرق أخرى، في أسرع وقت، تجربة أشمل على عدد أكبر من المرضى ».

وفي الوقت الذي قررت فيه فرنسا توسيع نطاق التجارب السريرية للتأكد من فعالية جرعات دواء « بلاكنيل » في علاج مرضى فيروس كورونا، تتسابق مختبرات العالم من أجل اكتشاف لقاح مضاد لكورونا.

وفي هذا السياق أعلنت رئيسة قسم علم الفيروسات بكلية البيولوجيا بجامعة موسكو، أولغا كاربوفا، عن تطوير العلماء مستحضرا من فسيفساء التبغ لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

مستحضر روسي لعلاج كورونا

رئيسة قسم علم الفيروسات بكلية البيولوجيا بجامعة موسكو، أولغا كاربوفا،قالت إن « العلماء ابتكروا تكنولوجيا لانتاج جزيئات كروية تعتمد على فيروس فسيفساء التبغ غير الضار للإنسان، فضلا عن أن سطح هذا الجسسم لا يمكن أن « يلتصق » بأي بروتين، بما في ذلك بروتين فيروس سارس كوف-2،الذي تسبب في وباء كوفيد -19.

وكشفت كاربوفا أن الجسيمات التي تم إنشاؤها هي مناعية وتسبب استجابة قوية في جسم الإنسان دون استخدام مواد إضافية تستخدم في تطوير لقاحات أخرى.

وخلصت العالمة الروسية إلى أن « الجزيئات القائمة على فيروس فسيفساء التبغ قابلة للتحلل تماما، وبعد أداء وظيفتها يتم التخلص منها من الجسم ».

وبدوره عميد كلية البيولوجيا، بجامعة موسكو الحكومية، عضو الأكاديمية الروسية للعلوم، ميخائيل كيريشنيكوف، أكد أنه يمكن إنشاء نموذج أولي للقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد في غضون 3 أشهر.

بالموازاة مع الأبحاث المخبرية والتجارب السريرية المنجزة حول العالم لاكتشاف لقاح أو علاج لفيروس كورونا المستجد، دعا العديد من الخبراء إلى توخي الحذر في غياب المزيد من الدراسات، محذرين من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، خصوصا في حالات الجرعة الزائدة.

وفي المقابل بعث مدير المركز الوطني الصيني لتطوير التكنولوجيا الحيوية التابع لوزارة العلوم تشانغ شين، رسائل طمأنة بخصوص عقار « فافيبيرافير »، لم يظهر أي ردود فعل سلبية واضحة في التجارب السريرية.

الصين : تجارب سريرية

أكملت الصين البحث السريري لعقار « فافيبيرافير »، وهو دواء مضاد للانفلونزا تم اعتماده للاستخدام السريري في اليابان عام 2014، وأظهر فعالية سريرية جيدة ضد مرض فيروس كورونا المستجد وفقا لما ذكره المسؤول الصيني يوم الثلاثاء 17 مارس 2020.

ولفت  تشانغ شين، إلى أنه تمت التوصية بهذا الدواء لفرق العلاج ويجب إدراجه في خطة التشخيص والعلاج لفيروس كورونا المستجد، في أسرع وقت، مضيفا أن إدارة المنتجات الطبية وافقت على بدء شركة أدوية صينية إنتاج الدواء بكميات كبيرة وضمان استقرار العرض.

وشارك أكثر من 80 مريضا في التجربة السريرية في مستشفى الشعب جنوبي الصين، بما في ذلك 35 مريضا تناولوا دواء فافيبيرافير و 45 مريضا في مجموعة مرجعية.

وكشفت النتائج أن المرضى الذين تلقوا علاج فافيبيرافير أصبحوا مقاومين للفيروس في وقت أقصر مقارنة مع المرضى في المجموعة المرجعية.

بولونيا تعزل فيروس كورونا

وفي بولونيا أكد وزير العلوم البولوني ياروسلاف غوفين أن علماء بو لونيين،تمكنوا، لأول مرة من عزل فيروس كورونا وتشخيصه.

وأبرز الوزير البولوني، في تصريح نشرته وسائل إعلام بولونية، يوم الخميس 19 مارس 2020، أن علماء الأوبئة من مركز مالابولسكا للتكنولوجيا الحيوية،التابع لجامعة ياغييونان، وبتعاون مع خبراء جامعة وارسو، قاموا بعزل ووصف فيروس ك « كوف-2 » (فيروس كورونا) من عينة مأخوذة من أول مريض في بولونيا تم تشخيص حالة إصابته بالوباء.

وأوضح المسؤول البولوني أن خصائص سلالات الفيروس التي تم انتاجها في بولونيا، ستسمح بتتبع انتشار الوباء وتحديد التغيرات الفيروسية مع مرور الوقت، والاستجابة بسرعة لهذه التغيرات.

وأردف أن مراقبى التغييرات مهمة في تطوير الأدوية وأنظمة العلاج وتشخيص العدوى، وسيكون تسلسل الجينوم متاحا في قواعد البيانات العامة في المستقبل القريب.

التسابق نحو التوصل إلى اكتشاف لقاع قادر على مواجهة وباء كورونا قد يقود دولا إلى الاصطدام فيما بينها من أجل أحقية كل واحة في امتلاك العلاج والانفراد به، والمثال على ذلك ، الاتهامات التي وجهتها الحكومة الألمانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمحاولة « السطو » على لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، يعمل على تطويره مختبر ألماني. وفق تقارير إعلامية.

صراع أميركي ألماني لامتلاك لقاح مضاد لكورونا

ردت ألمانيا بشدة على لسان  بيتر ألتماير وزير الاقتصاد في حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على عرض تقدم به الرئيس الأمريكي لشراء حقوق مليكة لقاح ألماني ضد فيروس كورونا بمليار دولار، شريطة أن يقتصر استغلاله في أمريكا فقط. حيث قال الوزير الألماني، « ألمانيا ليست للبيع ».

ولفت وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى أن « الباحثين الألمان رواد في مجال إنتاج الأدوية والعقاقير »، مضيفا « لا نستطيع أن نسمح للآخرين بالحصول على نتائج أبحاثهم. » مردفا سنتمكن من هزيمة هذا الفيروس معا،وليس ضد بعضنا البعض. »

وعرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب « مبالغ طائلة » سعيا منها لأن تمتلك « حصريا » لقاح فيروس كورونا، الذي تم تطويره من قبل شركة ألمانية،وفق صحيفة دي فيلت الألمانية.

وأبرزت الصحيفة الألمانية أن ترامب حاول نقل قسم الأبحاث لشركة « كيورفاك »، التي يوجد مقرها الرئيسي في ألمانيا، إلى الولايات المتحدة،بهدف تطوير اللقاح حصريا لمرضى الفيروس في بلاد العم سام.

ومن جانبه نفى السفير الأمريكي في ألمانيا، ريتشارد غرينيل، في تغريدةعلى تويتر، المعلومات « غير الصحيحة »، معتبرا أن وكالات الأنباء نشرتها على الرغم من أنها لا تملك مصادر.

وفي مقابل تأكيد تقارير إعلامية أن الرئيس الأمريكي سعى إلى امتلاك لقاح تطوره ألمانيا، أعلن ترامب يوم الخميس 19 مارس 2020 أن إدارته وافقت على دواء « هيدروكسي كلوروكوين » الذي يستخدم لعلاج الملاريا من أجل استخدامه لعلاج المصابين بفيروس كورونا المستجد.

وقال ترامب إن التجارب السريرية لانتاج لقاح لفيروس كورونا المستجد تجري بشكل جيد، غير أنه توقع أن يستغرق الأمر وقتا طويلا للحصول على اللقاح. معتبرا أنهم في حرب طويلة يجب الانتصار فيها

وأضاف الرئيس الأمريكي أنه سوف يتم توفير هذا الدواء بشكل فوري بعد أن تم تقييمه من لدن إدارة الأغذية والدواء. مردفا، « تخلصنا من أشياء بيروقراطية لتطوير لقاحات وعلاجات بأسرع ما يمكن، بدأنا التجارب السريرية على اللقاح، وكان هذا سابقا لأوانه لأن تطوير اللقاح كان سيتطلب سنوات، لأن إدخاله إلى جسم الانسان يحتاج إلى اختبارات مطولة. »

وكان الرئيس الأمريكي قال في وقت سابق خلال لقاء صحفي، إن العالم سينتصر على حالة التي يعيشها في مواجهة فيروس كورونا، مضيفا أن العالم الآن في حال حرب مع عدو خفي، »وسوف ننتصر ».


Poster un Commentaire

quatorze − neuf =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.