logo-mini

تجريم الإساءة للأديان يسائل الخطاب الإسلامي التقليدي

Partager

تجريم الإساءة للأديان يسائل الخطاب الإسلامي التقليدي

عقب جريمة مقتل المدرس الفرنسي صامويل باتي في باريس، ندد الأزهر بهذه الجريمة واصفا إياها بالنكراء كما ندد بجميع « الأعمال الإرهابية »، مشددا على أن « القتل جريمة لا يمكن تبريرها بأي حال من الأحوال ». داعيا إلى سن تشريع عالمي يجرم الإساءة للأديان و رموزها المقدسة. 

و شدد الأزهر في بيان، الذي نشر باللغات العربية و الإنجليزية و الفرنسية، على « ضرورة التحلي بأخلاق و تعاليم الدين التي تؤكد على احترام معتقدات الآخرين، و نبذ خطاب الكراهية و العنف أيا كان شكله أو مصدره أو سببه ».

و في هذا الشأن تساءل الباحث في الشأن الديني محمد عبد الوهاب رفيقي، « هل الخطاب الإسلامي و هؤلاء المسلمين « المعتدلين » مستعدون للتخلي عن التنقيص و الاحتقار لباقي الأديان و المعتقدات؟ هل سيتخلى هذا الخطاب عن وصف المسيحين بالضالين و اليهود بالمغضوب عليهم؟ هل سيتوقف عن وصف اليهود بأحفاد القردة و الخنازير؟ هل سيتخلى عن التهكم و السخرية بمن يعبد بقرا أو حجرا أو حتى سلحفاة؟ ».

و أضاف رفيقي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، « هل سيتوقف الخطاب الإسلامي عن تكفير الآخرين و وصف ما هم عليه بالضلال و الانحراف و أنهم محرومون من الجنة؟ » مردفا بالقول: « بل قل لي: حين تدعي أن دينك هو الحق وحده، و أن باقي الأديان محرفة و كتبها المقدسة محرفة، أليس في ذلك ازدراء لها و تحقير؟ ».

و تساءل نفس المتحدث أيضا بالقول : « ماذا سيفعل هذا الخطاب أمام النصوص التي تصف المخالفين بأنهم  » نجس »؟ أليس ذلك من الازدراء؟ و تابع قائلا : « حين يصف هذا الخطاب من اختار دينا آخر أو ترك الأديان كلها ب »المرتد » بما يحمل المصطلح من شحنات قدحية و ب »الهالك » و « المنتكس » و « عدو الله » و… أليس في ذلك ازدراء لاختيارت الآخر و قناعاته… ».

و تابع قائلا : « بل حتى داخل الإسلام نفسه، حين يصف السني مخالفه الشيعي ب »الرافضي الخبيث »، و يصف الشيعي مخالفه السني ب »الناصبي الضال » أليس ذلك قمة الازدراء و التحقير؟ ».

و خلص الباحث في الشأن الديني  إلى أن « الخطاب الإسلامي التقليدي في ورطة كبيرة اليوم »، مشيرا إلى أنه « إما أن يتبرأ من الخطابات السابقة، و أن يعلن قطيعة مع فكر التفوق و الاستعلاء و مهاجمة الآخرين و السخرية من معتقداتهم، و أن يحترم كل معتقدات و قناعات البشر بلا استثناء، و إما أن يؤمن بحق انتقاد كل ذلك بما في ذلك الإسلام و معتقداته… ما سوى ذلك ليكونوا صرحاء في أنهم يقصدون بتجريم ازدراء الأديان الإسلام وحده، و الباقي إلى الجحيم، فلكل اختيار تبعاته و مقتضياته بميزان العدل و المساواة بين البشر. » يضيف رفيقي.

و من جهتها قالت المدونة سناء العاجي:  « و بدأ مجددا الحديث عن ضرورة احترام معتقدات و مشاعر المسلمين. للوهلة الأولى، قد يبدو الكلام معقولا. من واجبنا احترام معتقدات الآخرين. لكن، لحظة، مضيفة « و أنت تقول « آمين » خلف إمام المسجد بعد كل صلاة و هو يدعو على « النصارى و اليهود »، هل تحترم حينها معتقدات الآخرين؟ و هل يحترمها غيرك من المصلين المتخشعين؟ ».

و تساءلت العاجي في مقال رأي تحت عنوان : « في وهم احترام المعتقدات »: « و أنت تقول « آمين » بعد أن يبكي الإمام متخشعا: « اللهم رمل نساءهم و يتم أطفالهم! »، هل تحترم حينها معتقدات و حياة الآخرين؟

و أردفت المتحدثة ذاتها: « ألا ننتقد في إعلامنا و في وسائل التواصل تطرف حركة الحريديم اليهودية؟ فلماذا، إذا كتبت وسيلة إعلام غربية عن أشكال تطرف السنة أو الشيعة، نعتبر في الأمر هجوما على الإسلام؟ ».

و خلصت المدونة إلى القول : »من حقنا انتقاد و السخرية من الرهبانية في المسيحية، و ليس من حق الغير السخرية أو انتقاد « ملكات اليمين » في الإسلام ». مردفة بالقول : « من حقنا السخرية من تعدد الأزواج للمرأة الواحدة في بعض القبائل الآسيوية، لكننا نعتبره مسا بديننا أن ينتقد شخص آخر تعدد الزوجات في الإسلام. مضيفة « من حقنا الحديث عن الاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة، لكن الحديث عن الفقهاء الذين يغتصبون الأطفال و النساء هو مس بالدين و تشويه للإسلام. » وفق تعبير المتحدثة.


Poster un Commentaire

9 + dix-neuf =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.