logo-mini

التوفيق : فيروس كورونا كان سببا في عودة الناس إلى الله

Partager

التوفيق : فيروس كورونا كان سببا في عودة الناس إلى الله

قال  وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، « إن الله تعالى بحكمته يصرف الأمور كما يشاء »، مضيفا « و لا شك أن هذا الأمر « فيروس كورونا » يهم الشأن الديني و الروحي على الخصوص لأنه لا شك كان سببا لأن عددا من الناس قد رجعوا إلى الله ».

و أضاف التوفيق في معرض حديثه يوم الخميس 28 ماي 2020 ، خلال اجتماع لجنة الخارجية و الدفاع الوطني و الشؤون الإسلامية و المغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب، لدراسة موضوع التدابير التي اتخذتها وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية لدعم و تقوية التأطير الديني للمواطنين في ظل جائحة كورونا، (أضاف) أن رجوع الناس إلى الله بسبب فيروس كورونا، هو رحمة من الله تعالى، لمن أراد أن يكون سببا في الرجوع.

و زاد قائلا : « الله خلق الإنسان ليعبده وليبتلبه ليعرف من أحسن عملا، معتبرا أن المؤمن لا يفهم ما يقع إلا من خلال هذه الحكمة الربانية (الابتلاء) ليعلم من هو أصبر، علما أن صبر الناس و هدايتهم هو من عطاء الله ».

و اعتبر الوزير أن الشأن الديني هو أمر جامع مرتبط بالجوامع و الجماعة و كل ما يأتي ليقلل من هذا الشأن إلا و يكون نشازا، مشيرا إلى أن وزارته واكبت فيروس كورونا منذ بدايته و انخرطت في لجن التتبع على صعيد المملكة.

و بخصوص إغلاق المساجد في رمضان أوضح التوفيق أن هذا القرار صعب على الناس نفسيا أن يتقبلوه، لأنهم ألفوا الخروج في تلك الليالي بتلك الأفواج و المواكب، مشيرا إلى أن المساجد أصلا هي للجماعة و لصلاة الفرد، أما النوافل (صلاة التراويح) فالسنة النبوية تدعو أن تكون في البيوت، معتبرا أنه لذلك أصدر المجلس العلمي الأعلى بيانه المتعلق برمضان في 21 أبريل الماضي. 

و لفت الوزير إلى أن الرسول (ص) بدأ صلاة التراويح في المسجد يوما أو يومين و في اليوم الثالث أو الرابع قطع منها كي لا تفرض على الناس، لافتا إلى أن الخليفة عمر بن الخطاب رأى الناس أوزاعا أي متفرقين يقومون بهافأمر بمن يجمعهم، معتبرا أن صلاة التراويح أصبحت من الأمور المستحسنة.

و ارتباطا بهذا الموضوع  أشار الوزير إلى حدوث عمليات محدودة لا تتجاوز 7 أو 8 حالات طيلة شهر رمضان في مختلف أرجاء المملكة مرتبطة بمحاولة بعض الناس الدخول إلى المسجد لإقامة الصلاة و هو مغلق من خلال الاعتداء على المؤذن أو غير ذلك.

و بخصوص إقامة صلاة عيد الفطر بالمنازل قال الوزير إنه صدر في 21 مايبيان المجلس العلمي الأعلى في ما يتعلق بصلاة العيد، ليوضح ما كان من الاضطراب فيما ينشر عادة في ما يتعلق بهذه الصلاة لا سيما بالنسبة للمذهب المالكي.

تدابير وزارة الأوقاف للوقاية من فيروس كورونا و التصدي له

و في هذا الصدد أشار وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية أحمد التوفيق إلى أنه منذ 10 مارس الماضي أحدثت الوزارة لجنة يقظة مركزية للتتبع و جمع المعلومات فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا المستجد، و تحديد الاجراءات اللازمة للوقاية منه و التصدي له و محاصرته بكل الأماكن.

و أبرز التوفيق أنه في 11 مارس أصدرت تعليمات بتوقف جميع المواسم الدينية، مشيرا إلى أنهم أدركوا منذ البداية أن الأمر يتعلق بوباء و بالعدوى التي ترتبط بالقرب و التقارب، معتبرا أن قرار توقيف المواسم الدينية كان صادما للناس لأنهم لم يعهدوه، مستدركا بأنه كان قرارا ضروريا و واجبا. 

و سجل المسؤول الحكومي أنه في يوم 12 من مارس الماضي تم تحديد النقط التي يمكن التعامل معها في هذا الأمر، و هي المساجد التي يبلغ عددها 52 ألفا و الزوايا التي يصل عددها إلى حوالي 1500 علاوة على الأضرحة التي يزيد عددها عن 5000 و كذا مؤسسات التعليم العتيق التي يناهز عددها 300 مؤسسة، فضلا عن حوالي 14 ألفا من الكتاتيب القرآنية، بالإضافة إلى 7077 مسجدا تجرى بها دروس محو الأمية، ثم معاهد جامعة القرويين و مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة و ما يتعلق أيضا بنشاط مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للقيمين الدينين.

و في هذا الصدد اعتبر الوزير أن التدابير الوقائية المتخذة في ذلك الوقت همت تدعيم المراقبة بجميع البنايات الدينية التعليمية و الإدارية و تحسيس المستعملين، بداية بالإجراءات الفردية المتعلقة بالوقاية و عدم الملامسة و الاحتكاك و غسل اليدين و غيرها، علاوة على تكثيف عمليات النظافة لاسيما بالمرافق الصحية التابعة للمساجد و تعقيم الأماكن التي تستقبل المواطنين.

و اعتبر التوفيق أنه في يوم 16 مارس، وجب إغلاق المساجد مؤقتا بناء على الفتوى التي طلب أمير المؤمنين من المجلس العلمي الأعلى، لافتا إلى أنه تمت طمأنة المواطنين بأن هذا الإجراء لن يستمر و أن إقامة الصلاة في المساجد ستعود بمجرد قرار السلطات المختصة بعودة الحالة الصحية إلى طبيعتها.

و في ما يتعلق بمؤسسات التعليم العتيق، أشار التوفيق إلى أنه تم توقيف الدراسة بها مع ما يتطلب ذلك من ترحيل و الوقوف على كل ما يتمم هذا الاجراء، علاوة على تسريح الطلبة من معهد محمد السادس لتكوين الأئمة و المرشدات ما عدا الطلبة الأفارقة الذين يناهز عددهم حوالي 1000، حيث ما زالوا يقيمون في المعهد و يتابعون دروسهم فيه و لا يتصلون بخارج المعهد و لا يلج إليهم أحد.

و في هذا الشأن أضاف الوزير أنه تم اتخاذ التدابير البيداغوجية  لاستمرار المؤسسات في تلقين الدراسة عن بعد عن طريق برنامج « دروس.ما » الذي انطلق التسجيل به في 23 مارس الماضي، و الذي استفاد منه حوالي 28 ألف من أصل 34 ألف طالب، مشيرا إلى أن التعليم العتيق سيتبع التعليم العمومي في ما يخص الامتحانات.


Poster un Commentaire

onze + 11 =

Ce site utilise Akismet pour réduire les indésirables. En savoir plus sur comment les données de vos commentaires sont utilisées.